الثلاثاء، 5 مارس 2013

لسه مسمتهاش



تمضى الدقائق بطيئة تسحقني الثواني و أنا في انتظار قدومها أغرق في دوامات عنيفة من التفكير , هي سوف تأتي بعد قليل أو كثير قد تدخل الأن وقد تأتي بعد دقائق وربما ساعات , لكن المؤكد أنها آتية , المؤكد ايضا أني أريد أن يثور بركان أفكاري فتأخذها الرغبة في الغوص بحممه , لكني غير قادر على فعل ذلك أو عدم فعله لا إرادة لي أو تدخل في حدوثه من عدمه , تحوّطني القيود تتملك من كلي , جزء مني غارق في بحر الوطن لكنه غير منفصل عنها , هي من تستطيع نجدتي , وحدها تكون السفينة التي يمكنها حملي على متنها , هي من توهبني القوة و تسلبها , الجزء الاخر مني هي , لكنها مثلي أو اكثر تعاني الضعف والوهن تملئها الهموم قلبها يعتصر وجعاً وتريد من ينقذها و يبعث فيها القوة , أخاف أن أحدّثها فأثقل همومها هماً , و أخاف أن لا أحدثها فتكون كلماتي هي الغوث الذي تنتظره و أمنعه أنا , هل أقول لها أن رفقتها تعطيني قوة تجعلني قادر على جعلها قوية , تجعل مني أخيل أحارب طروداة من أجلها , فأنتصر لوطني و أنتصر لها , أنتصر بها , بدونها لا أكون سوى بقايا إنسان هش ضعيف بالكاد أستطيع حماية نفسي وقد أفشل , أريد أن أخبرها بأن يجب عليها قبول عشقي لكي لا تهلك ولا أهلك , لكي أبني لها مملكة عشق حصينة تحوّطها أسوار هوى عالية تجعلها آمنة , تتوسط أسوارها أبواب محبة ضخمة  ثم أتوّجها المليكة الأبدية , أبقى أنا قائد جيوش حماية تلك المملكة , أكمل حياتي حارس الملكة مدافع عنها , و أموت شهيدها , أنتظر يوم أن أبعث حيا لنكمل سويا رحلة الخلود الأبدي في جنان الرحمن , أود لو أخبرها بالحلم الذي بعثه الله إليّ في منامي , كانت رسالة إلهية مصورة رأيتنا معاً في الجنة نجلس على ضفاف نهر الخمر نستقي منه و نسكْر السكْر الحلال ثم نذوب عشقاً , حتى نفيق , فنشبك أيدينا و نجري سويا في حدائق الكروم نلهو و نلعب تتوارى مني مختبأة خلف الشجيرات و حين أجدها أهرول بإتجاهها  أمسك بها محتضنها بين ذراعي فتفلت جسدها ثم تميل على الفرع المثمر بجوارنا تقطف بفهما منه ثمرة تبرز نصفها من أوسط شفتيها و تقترب مني لأقبل منها قبلة بنكهة كروم الجنة , حين لامست شفتيها شفتي انصهرت روحينا حتى صرنا روح واحدة  ,  ظلّت قبلتنا حتى مغيب الشمس , فقررنا أن نودعها من أعلى قمم جبال الجنة , رفرفنا بأذرعنا فطرنا حتى وصلنا للمكان , جلستُ وجلست ممدة واضعة رأسها على صدري حوّطتها أذرعي و ضممتها إليّ بحنان أب , أخذنا نتأمل الغروب على أنغام الموسيقى الإلهية المنعبثة من الملائكة المحيطة بنا , غربت الشمس وحل الليل فـ تلألأت النجوم في السماء الصافية , همست لي برغبتها في زيارة شجر التفاح التي حُرم على أبونا أدم أن يأكل منها , نظرت لها مبستما و وافقتها ثم اتجهنا في طريق الشجرة , حين وصلنا نظرت إليّ النظرة التي تعرف أنها تسلبني كل قوة أو إرادة لي أمامها , تلك النظرة التي تجعلني خادم مطيع بين يديها , ثم نظرت إلى الشجرة و مدت يديها لتقطف تفاحة و قضمت جزء منها ثم نظرت لي و أعطتني إياها , نظرتُ إليها و قولت مازحا أترغبين أن تهبطي بنا إلى الارض , فقالت الأرض معك جنة , قولت أتريدين مني أن أعصي أمر ربي كما فعل أبانا , قالت أوتؤمن بذلك حقا ضحكت و قولت لها أنت تعرفين أني أؤمن أن أدم لما يأكل من الشجرة عصيان لأمر ربه بل طاعة لرغبة محبوبته حواء , وكأن الله أمره بذلك ليرينا عظمة خلقه , ليضرب أول مثل للبشرية بتأثير سحر حواء , ابتسمت لي و كان وجهها الباسم أخر ما رأيته في تلك الرسالة الألهية .
آآآه لو أمتلك قرار أن أصرّح لها بكل هذا , آآه لو تثق في أنها معي سترى حياة اخرى على الأرض و في السماء , أنا لا احلم بالحور العين , ولا أبتغيهن بديلا عنها , لا أريد أن ألوذ بسعادة لنفسي بدونها , سعادتها هي أعظم مبتغاي , دعوت الله دوما أن يبعث لها برسالة كتلك التي بعثت لي , لترى كيف هي الحياة ونحن سويا , لا أريد سوى أن أكون يد الله التي تحملها , تحتضنها , تمسح دموعها, وقلب خُلقَ ليحنن عليها وينبض بها , أكون لها إحساس الأمان , الراحة والطمأنينة .
 على صوت خطواتها تنبهت لمجيئها نظرت إليها مبتسما و لم أتحدث , لم يكن لي إرادة في أن أتخذ القرار بأن أسرد لها ما كان يعتصرني بداخلي , يميتني و يحييني منذ لحظات , نظرت إليها نظرة مبتسمة ومرحبة ثم أمسكت فنجاني و ارتشفت قهوتي ثم عاودت النظر إلى كتابي و أكملت قراءة القصيدة 
وانتظرها

ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً

وانتظرها

إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ

لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ

فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى

وانتظرها!

الاثنين، 7 يناير 2013

مشهد غير مكتمل


 في احد جنان الارض نترجل سويا متشابكة اصابع كفها الايسر بأصابع كفي الأيمن كأنهما حبل الوصال الابدي بيننا وكأننا اصبحنا جسدا واحد , تتأرجح ذات الذراعين في الهواء فرحة , مبتهجه ومتوهجة بحرارة العشق , تحوّطنا الزهور  من كل الاتجاهت وتحتضننا بأوسطها , يتوغلنا عبيرها الفواح , نتلحف السماء الصافية , وتظلنا الشمس الناظرة إلينا مبتسمة وقد وارت عنا لهيب اشعتها واكتفت بنور ساطع يزين لنا تلك السماء التي تتوسطها وترسل إلينا من الأشعة فقط ما يكفي لكي يتناغم ويتكامل مع دفئ مشاعرنا المشتعلة ليكتمل مشهد العشق الاسطوري ويظهر الخالق احد لوحات المحبة بين عباده , لم نكن نشعر بمرور الساعات حتى نبهتنا الشمس بإقتراب ميعاد غروبها محذرة بحلول الظلام , وفجأة شعرت بيديها تسحب نفسها بقوة من يدي لتفض أحد أروع ملاحم العاشقين , وتسحب عمدان معبد المحبة من اسفل سقفه فينهدم فجأة , اخذني الذهول دقيقة لما افهم ماذا حدث حين افقت من ذهولي رأيتها تهرول مسرعة في اتجاه الجبل الموجود على اطراف المكان أخذت أنادي عليها فلم تستجيب أعقبتها بكل ما تمتلك قدماي من سرعة حيت وصلت إلى الجبل كانت قد بدأت بالصعود وسبقتني إلى أعلى بعدة أمتار تتجاوز الخمسون, أخذت أتسلق خلفها وأنا أصرخ مناديا عليها ,سائلا بصراخي أين تذهبين !! , ماذا حدث !! , فقط كانت تنظر إليا ولا تجيب ولم يكن يصلني منها سوى قطرات دمعاتها المتساقطة من عينيها , أخذ الظلام يشتد والبرودة تزيد , وصراخي يعلو , وهي تصعد وأنا أستمر في اللحاق بها ومشهد العشق الأسطور ينتهي وستاره يتدلى رويدا رويد , مع حلول منتصف الليل كانت السماء قد غلفتها الغيوم وتوارت خلفها النجوم , وهي قد وصلت إلى قمة الجبل ,وانا بقى لي امتار كي ألحق بها , ابتعدت عن الحافة التي صعدت منها بضع خطوات في اتجاه الحافة المقابلة , وانا قد وصلت للقمة , كان من الصعب في تلك الظلام الحالك أن أراها لكن الله ارسل لي شعاع ضوء القمر الهارب من بين قضبان الغيوم فرأيتها , وكررت نداءاتي وصراخاتي , وهي لا تستجيب فقط يصلني منها صوت نحيب وبكاء , وحين نطقت قالت لي لا تقترب , عد ولا شأن لك بي , أبيت أن أعود , حاولت الاقتراب منها لكن مع كل خطوه أخطوها إليها تبتعد عني نفس الخطوة , نبهتني اني كلما حاولت الاقتراب منها ستبتعد في اتجاه الحافة حتى تترك نفسها لتسقط من قمة الجبل , حين وصلت رسالتها إلى أذني تصلبت قدماي في صخور الجبل وكأنما أصبحت جزء منه , شل تفكيري برهة من الزمن حتى عاد ليفكر ماذا افعل , اذا اقتربت منها سقطت وسقطت معها روحي واذا ابتعدت عنها فقدتني قبل أن افقدها , فما أنا إلا هي , لن أعود , ولا أستطيع أن أقترب حتى لاأفقدها وأفقدني , مرت علينا سويعات من غير جديد , حتى بدأت آلامها التى أجهل كينونتها في الهدوء قليلا بدأت أقترب بحذر فلم تبتعد هي , سمحت لي بعدم رفضها اقترابي حتى صارت المسافة خطوات معدودة حينها استوقفتني فلبيت الأمر فورا , كان الليل أقبل على المغادرة وبدأ يفكر في الرحيل والفجر كان في انتظار رحيله ليحل محله , والغيوم بدأت تتفتت لكن ليست بأكملها , القمر بدأ يظهر أكثر فأكثر , وأنا بدأت أرى ملامحها من جديد نظرت في عينيها الغارقتين في بحر الدموع أخذت أسبح وأسبح ثم أغوص فيهما وأخذت أكتشف آلامها التي جهلتها من قبل حينما كنت أعمى ولم أبصر إلا في تلك اللحظات .

الساعة العاشرة صباحا جاءت الأن ومعها صوت مزعج آت من المنبه الموجود على بعد سنتيمترات من رأسي لخبرني أنه آن وقت استيقاظي من النوم , فركت عيناي بقبضة أصابعى المضمومة وأخذت أتأمل مكاني فرأيت جسدي مرتمي ممددا على سريري , قبل أن يحل الفجر الجديد محل الليل المظلم , وقبل أن تتلاشي الغيوم كاملة وتسطع الشمس من جديد وقبل أن أعرف هل ستسمح لي بالوصول إليها وتكوين مشهد عشق اسطوري جديد أم لا , هل سنسقط سويا من أعلى قمة الجبل !! هل !! هل !! هل !!


السبت، 13 أكتوبر 2012

هي والثورة

لم أكن أصدق يوماً أن الثورة التى طالما حلمت بها ستكون أقرب مما تصورت بكثير ، أقرب من ذاك اليوم الذي حلمت بلقاء حبيبتي التي لم اكن قد إلتقيتُهــا من قبل ، . ولم اكن أعلم أيضا ً أن ما حلمت به سيكون مختلفاً وأفضل بكثير مما راودني بالحلم . حينما قامت الثورة رأيت من البشر أضعاف  أضعاف ما توقعته , وحينما إلتقيتها كانت أنقى وأطهر وأعظم بكثير مما إرتضاه قلبي ليكون كافي لعشقها ,, علمتني الثورة ما هو أكثر نُبلاً من ذلك الذي كان يدفعني للمناداة بها ,, وعلمتني هي معنى جديد للعشق وكيف يكون الهوى ,, كنت أحسب ان الثورة غاية حتى لمستها فعلمتني أنها ليست أكثر من وسيلة ,,الثورة وهي جعلوني أُتقن معنى الحرية ,,وماهية التضحية التي كان مفهومها عندي مُشوّه كما هو عند البشر ,, فالثورة أسمى من ان تكون لتغيير نظام سياسي ,,وأرقـى من معظم هؤلاء الذين يتنادون بإسمها .((للإنسانية فقط كانت الثورة , ولقلبي فقط كانت هي وكنت لها ))دماء الشهداء كانت درس الثورة الأول عن التضحية التي لم نكن نعي جيدا كيف تكون , وعشقها كان معنى أخر لمفهوم التضحيـه النقـى ,,على يديهما فقط مارستُهـا وتعلمت كيف هي المثالية ,فلو كان كل البشر مثل الشهداء أو مثلها لجاءتنا المدينة الفاضلة لتسكن فينا .قبل ان تقوم الثورة كنت انادي بها حتى ينصلح حال البلاد وانعم انا بحياتي وبعد عام ونصف من قيامها أدركت خلالها حقيقة أني كنت طـامع , لا اعرف عن الثورة شيئ إلاّ أساليبها , أما فضائلها كان يغيب عني معظمها ,تعلمت أن الثورة هي الوسيلة وأهدافها هي الغاية ,والثوار هم الأداة ,والثورة للإنسانية وليست من الضرورة ان يحصد زرعها من شاركوا في جزء من صنعها فنحنا لسنا بكل صانيعيها , فقد كان قبلنا اجيال واجيال حملو لواءها ونادوا بها , وضحوا من اجلها ,,وأفنوا حياتهم في سبيل قيامها فلم يحيوهــا ولكنهم بذلو الغالى واستوطنهم الحلم , فنحن لما نكن حتى الطليعة ولسنا من سيختمها , علينا ان نعي من نحن وماذا نريد فإن كنا نريد ان نثور فقط لننتفع بأرباح الثورة ,,اذن لندرك اننا لم نفرق شيئا عن من كان يحمل عضوية الحزب الحاكم لينتفع بحقوقه في بلادنا, وإن وافقت على ذاك الخيـار فالنأتى بمن ضحى بنفسه من اجلها ولم يراها لكي يأخذ نصيبه من تلك الارباح ولتأتوا بشهدائنا الذين فقدناهم خلالها ليحصلوا هم ايضا على نصيبهم وإن لم نستطِع أن نأتى بهم ,,إذن فعلينا ان نُثبت لأنفسنـا وللجميع أننا طماعون بضراوة .هكذا علمتني الثورة أن أنتفض لإقتناص حقوق البشر , للإنتصار للإنسانيه , لترسيخ العدالة , لإنتزاع الحرية , لتنفيذ رغبة الله في الارض بتكريم الإنسان فقط الانسان لذلك سؤكمل طريق الثورة الانسانية حتى وإن تحققت اهدافها بعد مماتي بقرن من الزمان , سؤقيم وقتها افراحا في السماء ,واحتفل مع حبيتي التي شاركتني الحلم وسوف أبتاع من كؤوس الجنة وأروي بها زملائي في السكن وأفرق على اهلي و جيراني الأموات وسأحكي لأبنائي اني قبل ان أموت كنت اشارك في تلك الثورة ,وسأروى لهم قصتي مع امهم التي كانت هي ايضا من الثوار . تلك الفتاه التي تعرفت عليها عقب الثورة ب أربعة اشهر ,  جعلتني انسان ادرك ان ما كنت اعرفه عن العشق كان زائفا و منقوصا ,, يوم تقابلنا وتقاربنا قررت بعدها ان اصارحها بأمر عشقي لها واطالبها بتولى الأمارة وتنصيبها المليكة على عرش قلبي ,فأعلنت هي قبولها بذاك العشق وتلك الأمارة ومن يومها وتبدلت حياتي وبدأت ان اتعلم كيف يكون السمو الانساني , كيف يتخلص الانسان من اطماعه وشهواته ,, حينما عشقتها لم اكن احلم سوى ان تكون هي معي وان لا افقدها بغض النظر عن ماذا تريد هي لم اكن افكر في غير قلبي ونفسي وما يشتهيان ولكن فى مسيرتى معها تعلمت وعلمت , علمت بأن الله جعل لكن انسان سر لسعادته في الدنيا فكانت سعادتى تأتي من جعلها مبتهجة حيث تلبية ما تريد من ابتسامات, من منع حزنها , من احتضانها حين تبكي و من تحقيق احلامها وتعلمت ان العشق تضحية والتضحية في ان اتخلى عن شرط وجودها معي في المطلق إلاّ ان كان هذا التواجد يجعلها اكثر سعادة من اي مكان اخر ومع اي انسان اخر , كان الخوف الذي يتسلل إلي في الحياة هو خوفي من فقدانها فتعيش تعيسة او حتى تحيا سعيدة بدرجة اقل من السعادة التي قد تجدها معي ,, عشنا سويا ايام كان منها الصعب ولكن كنت اتعلم من تلك الايام , ظن من حولي وظنّت هي اني اتحمل الكثير من اجلها ولكن لم اكن اتحمل شيئ فقط كنت قد تعلمت من عشقها ان احيا لتحيا هي

الجمعة، 13 يوليو 2012

هي والثورة

لم أكن أصدق يوماً أن الثورة التى طالما حلمت بها ستكون أقرب مما تصورت بكثير ، أقرب من ذاك اليوم الذي حلمت بلقاء حبيبتي التي لم اكن قد إلتقيتُهــا من قبل ، . ولم اكن أعلم أيضا ً أن ما حلمت به سيكون مختلفاً وأفضل بكثير مما راودني بالحلم . حينما قامت الثورة رأيت من البشر أضعاف  أضعاف ما توقعته , وحينما إلتقيتها كانت أنقى وأطهر وأعظم بكثير مما إرتضاه قلبي ليكون كافي لعشقها ,, علمتني الثورة ما هو أكثر نُبلاً من ذلك الذي كان يدفعني للمناداة بها ,, وعلمتني هي معنى جديد للعشق وكيف يكون الهوى ,, كنت أحسب ان الثورة غاية حتى لمستها فعلمتني أنها ليست أكثر من وسيلة ,,الثورة وهي جعلوني أُتقن معنى الحرية ,,وماهية التضحية التي كان مفهومها عندي مُشوّه كما هو عند البشر ,, فالثورة أسمى من ان تكون لتغيير نظام سياسي ,,وأرقـى من معظم هؤلاء الذين يتنادون بإسمها .((للإنسانية فقط كانت الثورة , ولقلبي فقط كانت هي وكنت لها ))دماء الشهداء كانت درس الثورة الأول عن التضحية التي لم نكن نعي جيدا كيف تكون , وعشقها كان معنى أخر لمفهوم التضحيـه النقـى ,,على يدها فقط مارستُهـا وتعلمت كيف هي المثالية ,فلو كان كل البشر مثل الشهداء أو مثلها لجاءتنا المدينة الفاضلة لتسكن فينا .قبل ان تقوم الثورة كنت انادي بها حتى ينصلح حال البلاد وانعم انا بحياتي وبعد عام ونصف من قيامها أدركت خلالها حقيقة أني كنت طـامع , لا اعرف عن الثورة شيئ إلاّ أساليبها , أما فضائلها كان يغيب عني معظمها ,تعلمت أن الثورة هي الوسيلة وأهدافها هي الغاية ,والثوار هم الأداة ,والثورة للإنسانية وليست من الضرورة ان يحصد زرعها من شاركوا في جزء من صنعها فنحنا لسنا بكل صانيعيها , فقد كان قبلنا اجيال واجيال حملو لواءها ونادوا بها , وضحوا من اجلها ,,وأفنوا حياتهم في سبيل قيامها فلم يحيوهــا ولكنهم بذلو الغالى واستوطنهم الحلم , فنحن لما نكن حتى الطليعة ولسنا من سيختمها , علينا ان نعي من نحن وماذا نريد فإن كنا نريد ان نثور فقط لننتفع بأرباح الثورة ,,اذن لندرك اننا لم نفرق شيئا عن من كان يحمل عضوية الحزب الحاكم لينتفع بحقوقه في بلادنا, وإن وافقت على ذاك الخيـار فالنأتى بمن ضحى بنفسه من اجلها ولم يراها لكي يأخذ نصيبه من تلك الارباح ولتأتوا بشهدائنا الذين فقدناهم خلالها ليحصلوا هم ايضا على نصيبهم وإن لم نستطِع أن نأتى بهم ,,إذن فعلينا ان نُثبت لأنفسنـا وللجميع أننا طماعون بضراوة .هكذا علمتني الثورة أن أنتفض لإقتناص حقوق البشر , للإنتصار للإنسانيه , لترسيخ العدالة , لإنتزاع الحرية , لتنفيذ رغبة الله في الارض بتكريم الإنسان فقط الانسان لذلك سؤكمل طريق الثورة الانسانية حتى وإن تحققت اهدافها بعد مماتي بقرن من الزمان , سؤقيم وقتها افراحا في السماء ,واحتفل مع حبيتي التي شاركتني الحلم وسوف أبتاع من كؤوس الجنة وأروي بها زملائي في السكن وأفرق على اهلي و جيراني الأموات وسأحكي لأبنائي اني قبل ان أموت كنت اشارك في تلك الثورة ,وسأروى لهم قصتي مع امهم التي كانت هي ايضا من الثوار . تلك الفتاه التي تعرفت عليها عقب الثورة ب أربعة اشهر ,  جعلتني انسان ادرك ان ما كنت اعرفه عن العشق كان زائفا و منقوصا ,, يوم تقابلنا وتقاربنا قررت بعدها ان اصارحها بأمر عشقي لها واطالبها بتولى الأمارة وتنصيبها المليكة على عرش قلبي ,فأعلنت هي قبولها بذاك العشق وتلك الأمارة ومن يومها وتبدلت حياتي وبدأت ان اتعلم كيف يكون السمو الانساني , كيف يتخلص الانسان من اطماعه وشهواته ,, حينما عشقتها لم اكن احلم سوى ان تكون هي معي وان لا افقدها بغض النظر عن ماذا تريد هي لم اكن افكر في غير قلبي ونفسي وما يشتهيان ولكن فى مسيرتى معها تعلمت وعلمت , علمت بأن الله جعل لكن انسان سر لسعادته في الدنيا فكانت سعادتى تأتي من جعلها مبتهجة حيث تلبية ما تريد من ابتسامات, من منع حزنها , من احتضانها حين تبكي و من تحقيق احلامها وتعلمت ان العشق تضحية والتضحية في ان اتخلى عن شرط وجودها معي في المطلق إلاّ ان كان هذا التواجد يجعلها اكثر سعادة من اي مكان اخر ومع اي انسان اخر , كان الخوف الذي يتسلل إلي في الحياة هو خوفي من فقدانها فتعيش تعيسة او حتى تحيا سعيدة بدرجة اقل من السعادة التي قد تجدها معي ,, عشنا سويا ايام كان منها الصعب ولكن كنت اتعلم من تلك الايام , ظن من حولي وظنّت هي اني اتحمل الكثير من اجلها ولكن لم اكن اتحمل شيئ فقط كنت قد تعلمت من عشقها ان احيا لتحيا هي

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

سمراء

مؤخرا امتلأت أيامي بالكثير من هموم الدنيا فنسيت نفسي و أهملت حياتي الشخصية فلقد مرت بي سنوات خمس بدون أنثى فأي حياة تلك التي بلا أنثى فأصبحت دنيايا كالسماء بدون نجوم و القمر المحاق و الشمس التي تحجبها الغيوم و النهر بلا ماء و الزهور بلا عطر و خلال رحلتي في الحياة قابلت الكثير من البشر و تعاملت معهم , تقرّبت من الكثير منهم و رأيت في بعضهم من يشاركني بعض الصفات و لكني لم أكن أتخيل يوما أنني سوف أجد هناك من هو أنا , هناك من ستعيد إليّ حياتي التائهة التي ستنقلني من الارض الى السماء و أنا حيا

.

خرجت من منزلي هذا الصباح و لم أكن أعلم ماذا يخبئ لي القدر هذا اليوم و لكن كان ينتابني إحساس غريب على غير العادة لم أفكر كثيرا في ذلك فكل ما أعلمه أن لدي موعد عمل مع فتاة تسمى هدير أرسلها صديق لي لكي تقوم بمعاونتي في بعض الأعمال في مشروعي الأخير و لكني كنت أعرفها مسبقا معرفة طفيفة فلقد رأيتها من قبل و أتذكرها جيدا فلقد كانت جذّابة و بها شيئ شدّني إليها و زرع بداخلي شيئا من الشوق و اللهفة للقائها

.

كان موعدنا في تمام الثالثة عصرا و كعادتي السيئة التي أجاهد من أجل أن أتخلص منها و هي التأخير و عدم إلتزامي بالمواعيد تأخرت على الموعد فخرجت مسرعا قدر الأمكان وأنا أشعر بكل أنواع الخجل , كيف سأقابل الفتاة و بأي وجه فهو لقائنا الأول و كان علي أن أحضر في موعدي حتى لا ينتقص قدري أمامها , وصلت الساعة الرابعة و خمس دقائق و وجهي تكسوه حمرة الخجل دخلت إلى مكان اللقاء و كانت المفجأة أني لم أجدها فغضبت كثيرا من نفسي فمن المؤكد أنها جاءت و إنتظرتني و عندما تأخرت عليها غادرت المكان , أخرجت هاتفي من جيبي و اتصلت بها لأعتذر لها و عندما أجابت على إتصالي كانت المفجأة

- السلام عليكم



- و عليكم السلام معلش يا أحمد أنا أسفة أنا خلاص دقيقة واحدة بالظبط و هكون عندك

- متفاجئا و مسرور : أوك خلاص بس بسرعة شوية يا هدير لو سمحت

- سلام

- سلام

بعد هذه المكالمة تلاشي توتري وإحساسي بالذنب و ذهبت لأجلس و جلست على منضدة في أخر الرواق المواجه لباب المطعم

مرت خمسة دقائق كاملة و أنا أنظر بإتجاه الباب و فجأة رأيتها تلج إلي المكان حورية متأنقة بمجرد ما رأيتها قادمة نحوي إنتابتني مشاعر غريبة لما أشعر بها من قبل مشاعر لا أعرف كيف أصفها لكن ما شعرت به و كأني أرض ظمئانة تتلهف للقاء الماء فكلما اقتربت مني و كأن هاويس المياه قد فتح لتغطيني مياهيها و تروي عطش سنواتي الماضية , و بدون أن أدري و بشيئ لا إرادي وجدتني أردد بصوت خافت لا أعلم ان كانت قد سمعته أم لا بيتا لجورج جرداق تقول كلماته " سمراء كليل السهران و كطلة بنت السلطان " تلك الكلمات كانت الأنسب لوصفها فبشرتها تكسوها سمرة ساحرة تأخذك إلي أعماق أعماق السماء الصافية ليلا و يتوسط وجهها أنف صغيرة متلألئة كنجم يتوسط تلك السماء التي تملك قمرين صغيرين يلمعان و كأنهما جوهرتين هما عيناها فجأة أيقظت نفسي وعدت إلى الواقع حتى إقتربت أكثر مني و لم يفصلني عنها سوا أربعة أمتار تقريبا فوصلني عطرها الذي توغلني و ذوّبني كأنني مكعب سكر هش لا حول له ولا قوة قد سقط رغما عنه في كوب مياه فتفتت جزيئاته في لحظة

.
أيقظني و نبّهني صوتها الذي حسبته للوهلة الأولى أنه كروان يتغني و ليست هي التي تتحدث , قائلة

- ازيك يا أحمد أنا أسفة جدا على التأخير


تمالكت نفسي سريعا منتبها لها


- و أجبت و الضيق يرتسم على وجهي ازيك يا هدير ينفع يعني التأخير ده

- أخجلها لومي و إحمر وجهها و قالت : أنا أسفة والله بس المواصلات كانت صعبة و الطريق كان زحمة و ..... " إستمرت دقيقتين في سرد أعذار لتبرر بها تأخيرها على الموعد و قتها إبتسمت و أنا أنظر إليها لأراني متجسدا فيها و كأنها مرآتي فرأيت نفسي بها ، لو كانت أسرعت خمس دقائق فقط كنت سأقف نفس موقفها و أردد نفس ما تقوله لي الأن بنفس الكلمات و نفس المبررات

" .
- بنفس ملامح الضيق قلت لها : خلاص ولا يهمك بس أرجوكي تحافظي على مواعيدك بعد كده , ثم ضحكت و أخبرتها بأني أتيت قبلها بدقائق معدودة

.
جلسنا سويا لنجهز ما إجتمعنا من أجل إنجازه وقتها كنت بدأت أغوص في داخلها , أستشعرها , و أحللها لأكتشف المزيد منّي فيها فلمّا تعمّقت وجدتني بكل تفاصيلي

.
تركت العمل الذي جئت من أجله و بدأت أتحدث معها عن أمور عامة و عنها و عني كنت أبحث أكثر عني بداخلها فلمّا تحدّثت عن هواياتها فكأنها تتحدث عن هواياتي أنا و لمّا ناقشتها في أفكارها ذهلت فكأنني أنا الذي أتكلم , يا الله ما هذا فهل خلق الله مني ذكرا تجسد في و أنثى تجسدت فيها ؟؟

!!
أخذت أغوص أكثر و أكثر فيها , أسبح في بحور عقلها , أنقّب بأعماق قلبها , أفتش في دروب أفكارها , ماذا يحدث , مستحيل , غير طبيعي , هل هذا الذي تراه عيني وتسمعه أذني حقيقة أم هو أجمل حلم راودني في حياتي كلها ؟؟!! هل أنا مستيقظ أم نائم ؟؟ّ

!!
ما أراه و كأنني أسافر في رحلة روحانية بداخل نفسي , هل أنتي أنا ؟؟!! أجيبيني


أم أنك هبة الله لي في الأرض ؟؟

!!
أخذت هي تسترسل في الكلام و أنا فقط صامت منبهراً هائماً لا أنطق


انتبهت فجأة لتغريدها وهي تقول


- احمد انت معايا؟؟

!!
وكأنني سكراناً اجبت عليها - هه مين ؟؟ أنا ؟؟

!!
- احمد انت كويس؟؟

- أنا ؟؟!!

هذه المرة لن يخرجني من أعماقها شيئ فأنا الأن في اللامكان و اللازمان , تلاشت الجاذبية و صرت هائما سابحا في فضائها أشعر بحرية الطائر فى السماء

في تلك اللحظة كانت هي متعجبة لصمتي و لنظراتي الشاردة غير مدركة بما يحدث فهي تتحدث إلي وتناديني و لا تجد أي إستجابة مني و فجأة رأتني أنظر إليها وقتها كنت أنا قد وجدت ضالتي و حددت مصيري و قررت أن أظل في ذلك العالم معاها و لن أعود مرة أخرى إلى عالمي الكئيب و بدون التفكير في أن هذا لقائنا الأول وبدون التفكير في أي شيئ نهضت واقفا و نظرت إلى عينها و بمنتهى الحرية و بدون أي قيود أطلقت العنان لقلبي ليعطي الأمر للساني بالتحرر فوجدتني أقول لها

اناااا ..... اناااااا ... انا بحبك

الاثنين، 9 مايو 2011

سأظل أنتظر

اليوم هو الخميس الخامس والعشرين من شهر اكتوبر يوم ميلادي استيقظت هذا الصباح مبكرا كعادتى اليومية حيث تيقظني الشمس بنور شروقها فتمد يد اشعتها الدافئة عبر نافذتى وتحطها على وجهي برفق وحنان امي وتصوب نورها فى عينى كأنها تغازلنى لتخبرني بان الصباح الجديد قد اتى وتعلن عن بداية يوم مشرق اخر فى حياتى ولكن اليوم شمسى الاخرى سبقت شمس الكون فى ايقاظي .

اليوم هو الخميس الخامس والعشرين من شهر اكتوبر هو اليوم الوحيد فى السنة الذي استيقظ فيه على صوت هاتفى لا على اشعة الشمس .

استيقظت اليوم على هاتفى يردد كلمات "نزار" بصوت "كاظم" "ايتها الوردة والريحانة والياقوتة والسلطانة والشعبية والشرعية بين جميع الملكات يا قمر يطلع كل مساء من "

-صباح الخير

- كل سنة وانت طيب

- وانتي طيبة وحشتيني على فكرة

- وانت كمان على فكرة ويلا قوم بلاش كسل هتعدي عليا امتى ؟؟

- امتى ازاي ؟ الساعة لسه 6 يا مجنونة !!

- اه مجنونة بس مجنونة بيك يلا قوم انا نص ساعة وهكون جاهزة اوعى تفطر هنفطر سوا انت انهاردة ملكي لوحدي

- ماشي يا مجنونة سلام

- سلام

بالفعل هي مجنونة فانّى لها ان تفكر بأني اليوم ملكها الا تعلم بأني ملكها اليوم وكل يوم ملكها منذ مهدي حتى لحدي ومن بعد لحدي حتى بعثي الا تعلم اني اسير مكبل بسلاسل عشقها دون حرب مكبل بكامل ارادتى واعشق قيودي . هى تعرف جيدا ان عصور الرق قد انتهت منذ امد بعيد ولكن مالا تعرفه هو وجود عبدا واحدا فى هذا العصر والغريب انها لا تعرف ذلك فهذا العبد هو انا وهي السيد الوحيد الذى يملك عبد فى هذا العصر ولكني لست بعبدا ذليل انما انا اسعد العبيد على مر العصور ارفض عتْقي واهيم فى عشق رقّي فمن مثلي فى العالم ؟ من اسعد مني ؟ فانا هو من تحبه وتمتلكه امرأة العوالم كلها تملكني سيدة تخضع نفسها عبدا بين يدي فهي سيدتي وانا عبدها وهي امتي وانا سيدها .

هذا ما كان يدور فى رأسي خلال نهوضي من السرير وحتى التوجه الى الحمام خرجت من غرفتي وجدت امى تنهض عن سجادة الصلاة

- صباح الخير يا ماما

- صباح الخير يا حبيبي هحضرلك الفطار على ما تخرج من الحمام

-لا شكرا يا ست الكل انا هفطر برة

- كل سنة وانت طيب يا حبيبي تعالى لما ابوسك

- وانتى طيبة يا احلى ام فى الدنيا

قبّلتني وقبّلت يدها ورأسها وتركتها وتوجهت الى الحمام خلعت ملابسي وتوجهت اسفل الدش ومدت يدي لتفتح المياه وعندما لامست المياه الدافئة جسدي تذكرتها فهي كحبات المطر تنزل علينا لتطهرنا وتنزل على الارض الظمأنة المتلهفة لاستقبالها لترويها وتستقبلها بحضن عميق وتنهال عليها بالقبلات المتوهجة بنار العشق .

تذكرتها حين كنا نسير سويا وهطلت الامطار علينا فخلعت معطفي والبستها اياه واحطتها بين ذراعي فاستكانت وتوهجت كشمس الشتاء الدافئة لتغمرني بدفئ اشعتها فلم اشعر ببرودة الطقس .

اغلقت المياه وجففت جسدي من المياه ثم ادخلته فى اكثر ملابسي حظا اليوم فى "الحتة اللى على الحبل" التي سوف تنال شرف لقائها وأغمرت نفسي بالعطر "ابن المحظوظة" الذي سوف تستنشقه انفها وسيعبر داخلها فيتوغلها فيا ليتني كنت عطر . وقفت امام المِرْآةِ اتأكد من ان هذا المظر يليق بان تراه عيناها فاستحسنت مظهري ووقفت اتباهي بمظهري حتى تذكرتها فخجلت من نفسي فمهما بلغت اناقتي فلست بأكثر من مجرد علبة انيقة تغطي جوهرة او قطعة من الماس وحينما تنكشف الجوهرة او الماسة فتأخذ عيون الناظرين ولا احد يهتم بالعلبة

"ايتها الوردة والرياحانة والياقوتة والسلطانة والشعبية والشرعية بين جميع الملكات يا قمر يطلع كل مساء من نافذة الكلمات يا اخر وطن اولد فيه وادفن فيه "

هكذا ردد هاتفي حين استقبل اتصالها فتنبهت انها انتهت من لبسها وتحرّكت من بيتها لتسبقني الى مكاننا المفضل فاسرعت بالنزول استقليت سيارتي واتخذت طريقي اليها استوقفتني اشارة مرور تضيئ مصباحها الاحمر لتأمرني بالوقوف .

خمسة وثلاثين ثانية مروا كالدهر حتى اضيئ المصباح الاخضر ليأذن لي باستكمال السير توجهت مسرعا الى المقهى المفضل لنا وصلت فى تمام السابعة . نزلت من السيارة وتوجهت الى مدخل المقهى

- صباح الخير يا كريم

- صباح الخير يا فندم

- ايه انا جيت بدري ولا ايه

- لا اتفضل يا فندم ده مكانك

ولجت من الباب وجلست على منضدتي المفضلة

- اجيب لحضرتك الاسبرسو بتاعك

- لا انا هفطر عندكم انهاردة بس شوية كده

- براحتك يا فندم

جلست وحيدا انتظرها مرت دقيقة ولم تأتي مرت عشرة دقائق ولم تأتي مرت نصف ساعة ومازلت انتظرها ولم تأتي ثم مرت ساعة ثم ساعتين ثم يوم فاسبوع فشهر فسنة حتى الان مر سبع وعشرين سنة وانا انتظرها ولم تأتي متى ستأتي ؟ متى سأقابل من تحبني فاحب حبها لي .

حاولت ان ابدأ بالعشق مرات وفشلت , اقنعت نفسي بحب نساء لم احبهن واخلصت فى معاملتهن كعاشق وبالرغم من ذلك لم اجد فيهن من احبتني.

حلمت دوما بمن تحبني بمن احبها حقا لا باقناع نفسي , اجلس كل يوم على نفس المنضدة واحلم بمن تشاركني الجلسة انتظرها كل يوم واراها كل لحظة , تغير شكلها الالاف المرات حتى اصبحت هى كل نساء الكون فكم انا تعيسا اعاني قسوة الانتظار وكم هن اغبياء يفرطن فى ان تكون احداهن لعاشق كل نساء الكون

السبت، 10 أبريل 2010

12 ساعة فى يوتوبيا

لقد كان احد ايام شهر ابريل وكان يوما فى وسط الاسبوع فعلى ما اتذكر كان يوم الثلاثاء واعتقد انه كان سادس ايام شهر ابريل وكان اليوم مشمسا والطقس معتدلا مائل للحرارة خرجت من منزلى متوجها الى محطة القطار واستقليت قطار الساعة العاشرة كان ينتابنى العديد من الاحاسيس المختلفة احاسيس غريبة شعور بترقب ممزوج برهبة وشعور بقلق ولا وجود للخوف بداخلى وعندى اصرار واحساس بالفرحة وصل القطار الى العاصمة فى حدود الساعة الحادية عشر وعشرة دقائق نزلت من القطار وتوجهت الى ما جئت خصيصا من اجله توجهت اولا الى خارج محطة القطار كان باتظارى مجموعة من الشرفاء وكان لقائى الاول بهم وتوجهنا جميعنا الى حيث وجهتنا التى كنت احسبها فى البداية مجرد ميدان للتجمهر وللتظاهر ولكن عندما وصلت اللى هناك وجدت انى قد وصلت الى اخر مكان فى المعمورة قد يخطر على بالى بل وصلت الى المكان الذى اعتبرته دوما انه من المستحيل وجوده فى عالمنا ولكنى وجدته وذهبت اليه بدون اى نية منى او اى توقع من ان اذهب اليه

لقد دخلت مدينة الفضائل نعم ها انا الان على ابواب يوتوبيا غير انا الابواب من الخارج يملئها الكثير والكثير من حثالة البشر يملئها اكثر المخلوقات قذارة على وجه البسيطة هم كائنات يشبهون البشر فى اشكالهم ولكنهم ليسوا ببشر الكثير منهم يرتدي زي اسود يبدو انه زى رسمي وينقسم اصحاب الزى الاسود الى قسمين احدهم تلمع اكتافه بنجوم ونسور وسيوف ذهبية ويبدو على وجوه هذه الفئة الجبروت والقسوة وهم الاقل عددا والقسم الثانى من اصحاب الزى الاسود تظهر علامات الفقر المدقع والجهل والذل على وجوهيهم ومن الوهلة الاولى تشعر بانهم عبيد واخرين منهم وهم كثيرون ايضا يرتدون ملابس مثل التى نرتديها ولكن حين تنظر اليهم فتعلم انهم ليسوا بأدميين وانما متخفيين فى صورة البشر اشكالهم مرعبة ومفزعة يذكروننى بجنود الماغول بخوذاتهم ذات القرون وبأشكالهم المرعبة رأيت كل هذا الرعب على ابواب المدينة الفاضلة وكان فى تلك اللحظة جميع الشرفاء سكان يوتوبيا واقفين خارج اسوار مدينتهم الفاضلة يحاولون الدخول يحاولون الهتاف والثورة من اجل الافراج عنهم والدخول الى مدينتهم من اجل الحرية ولكن تلك الوحوش جميعهم وعبيدهم كانوا يلاحقون الشرفاء ويتكالبون عليهم لينهشوا من لحمهم وسالت الدماء وسقط الشرفاء على الارض وسقطت حوريات يوتوبيا وكان فرسان يوتوبيا يدافعون ببسالة عن بعضهم وعن حوريات يوتوبيا ولكن كان العنف يشتد اكثر فأكثر وتعالى الصراخ ولكن ايضا تعالت معه صيحات الشرفاء صيحات الحماس وظل جميع الشرفاء يهتفون بكل قوة حرية حرية حرية حرية وكلما علت الصيحات اشتد العنف وسالت الدماء وسقط الشرفاء على الارض وسالت الدموع وتتعالى الصرخات ويحاول الشرفاء الهرب والفرار الى داخل اسوار يوتوبيا ولكن جيوش الوحوش تمكنت منهم وتم اسر ما يقارب الاربعة وتسعون شريف وحوريتان من حوريات يوتوبيا وظن الجميع انها النهاية نهاية الشرفاء ولكن حدثت معجزة وكنت اظن ان زمان المعجزات قد ولى ولكن حدثت معجزة بالفعل لقد اخذ الوحوش اسراهم من الشرفاء ليودعوهم بالسجون ولكن المعجزة التى حدثت هى ان الارض قد تبدلت وتبدلت الاماكن فلقد ذهبت يوتوبيا بنفسها الى الشرفاء بعد ان رأت استبسالهم من اجلها وتواجد الشرفاء بداخل مدينتهم لمدة اثنى عشر ساعة المدينة لم تبدوا فى ظاهرها انها يوتوبيا فلا حدائق بها ولا قصور ولا وجود للون الاخضر بها فيوتوبيا تحولت الى غرفة مستطيلة الشكل يحيط بها الجدران من جوانبها الاربعة ويتوسط احد جدرانها بابا حديدي كباب حصن او سجن نعم انه بالفعل كان باب سجن وكانت تلك الغرفة ما هى سجن فعلا ولكن الشرفاء لم يشعروا بذلك لان روح يوتوبيا كانت معهم روح يوتوبيا كانت تحتوى المكان كانت تحتويهم فلقد اكتشف الشرفاء ان المكان لم يذهب اليهم ولكن ذهبت اليهم فضائله فلقد خلى ذلك السجن من كل الخبائث وصفات البشر السيئة وامتلئ المكان بروح يوتوبيا بالحب والخير والصدق والتضحية والفرحة وغنى النفس والرضى والطموح والنجاح والحرية نفسها برغم السجن وبكل فضائل البشر فلم يكن هناك وجود للخوف او اى شر او للطمع او للانانية او للبخل او للكذب او للخداع او للنفاق او للخيانة واستمر حال الشرفاء هكذا لمدة اثنى عشرة ساعة حتى تم الافراج عن الشرفاء واطلاق سراحهم للحرية ولكن كل هذا كان ذائفا حرية زائفة فلقد خرج الشرفاء مرة اخرى خارج اسوار يوتوبيا عادوا الى دنيا الرذائل دنيا النفاق دنيا القمع خرجوا مرة اخرى للوحوش وتفرقوا ولكن بقيت ذكرى يوتوبيا بداخل كل فارس وحورية منهم وعاد كل فرد منهم الى دنياه على امل العودة الى يوتوبيا مرة ثانيا ليجتمعوا مرة اخرى وتأتيهم روح يوتوبيا من جديد او ان ينجحوا هم باصرارهم انا يبنوا يوتوبيا جديدة لنعيش فيها جميعا


واخذ كل فارس وحورية من شرفاء يوتوبيا عهدا على نفسه وذاد اصرارهم جميعا فى ان يجعلوا من مصر يوتوبيا حقيقية