الاثنين، 7 يناير 2013

مشهد غير مكتمل


 في احد جنان الارض نترجل سويا متشابكة اصابع كفها الايسر بأصابع كفي الأيمن كأنهما حبل الوصال الابدي بيننا وكأننا اصبحنا جسدا واحد , تتأرجح ذات الذراعين في الهواء فرحة , مبتهجه ومتوهجة بحرارة العشق , تحوّطنا الزهور  من كل الاتجاهت وتحتضننا بأوسطها , يتوغلنا عبيرها الفواح , نتلحف السماء الصافية , وتظلنا الشمس الناظرة إلينا مبتسمة وقد وارت عنا لهيب اشعتها واكتفت بنور ساطع يزين لنا تلك السماء التي تتوسطها وترسل إلينا من الأشعة فقط ما يكفي لكي يتناغم ويتكامل مع دفئ مشاعرنا المشتعلة ليكتمل مشهد العشق الاسطوري ويظهر الخالق احد لوحات المحبة بين عباده , لم نكن نشعر بمرور الساعات حتى نبهتنا الشمس بإقتراب ميعاد غروبها محذرة بحلول الظلام , وفجأة شعرت بيديها تسحب نفسها بقوة من يدي لتفض أحد أروع ملاحم العاشقين , وتسحب عمدان معبد المحبة من اسفل سقفه فينهدم فجأة , اخذني الذهول دقيقة لما افهم ماذا حدث حين افقت من ذهولي رأيتها تهرول مسرعة في اتجاه الجبل الموجود على اطراف المكان أخذت أنادي عليها فلم تستجيب أعقبتها بكل ما تمتلك قدماي من سرعة حيت وصلت إلى الجبل كانت قد بدأت بالصعود وسبقتني إلى أعلى بعدة أمتار تتجاوز الخمسون, أخذت أتسلق خلفها وأنا أصرخ مناديا عليها ,سائلا بصراخي أين تذهبين !! , ماذا حدث !! , فقط كانت تنظر إليا ولا تجيب ولم يكن يصلني منها سوى قطرات دمعاتها المتساقطة من عينيها , أخذ الظلام يشتد والبرودة تزيد , وصراخي يعلو , وهي تصعد وأنا أستمر في اللحاق بها ومشهد العشق الأسطور ينتهي وستاره يتدلى رويدا رويد , مع حلول منتصف الليل كانت السماء قد غلفتها الغيوم وتوارت خلفها النجوم , وهي قد وصلت إلى قمة الجبل ,وانا بقى لي امتار كي ألحق بها , ابتعدت عن الحافة التي صعدت منها بضع خطوات في اتجاه الحافة المقابلة , وانا قد وصلت للقمة , كان من الصعب في تلك الظلام الحالك أن أراها لكن الله ارسل لي شعاع ضوء القمر الهارب من بين قضبان الغيوم فرأيتها , وكررت نداءاتي وصراخاتي , وهي لا تستجيب فقط يصلني منها صوت نحيب وبكاء , وحين نطقت قالت لي لا تقترب , عد ولا شأن لك بي , أبيت أن أعود , حاولت الاقتراب منها لكن مع كل خطوه أخطوها إليها تبتعد عني نفس الخطوة , نبهتني اني كلما حاولت الاقتراب منها ستبتعد في اتجاه الحافة حتى تترك نفسها لتسقط من قمة الجبل , حين وصلت رسالتها إلى أذني تصلبت قدماي في صخور الجبل وكأنما أصبحت جزء منه , شل تفكيري برهة من الزمن حتى عاد ليفكر ماذا افعل , اذا اقتربت منها سقطت وسقطت معها روحي واذا ابتعدت عنها فقدتني قبل أن افقدها , فما أنا إلا هي , لن أعود , ولا أستطيع أن أقترب حتى لاأفقدها وأفقدني , مرت علينا سويعات من غير جديد , حتى بدأت آلامها التى أجهل كينونتها في الهدوء قليلا بدأت أقترب بحذر فلم تبتعد هي , سمحت لي بعدم رفضها اقترابي حتى صارت المسافة خطوات معدودة حينها استوقفتني فلبيت الأمر فورا , كان الليل أقبل على المغادرة وبدأ يفكر في الرحيل والفجر كان في انتظار رحيله ليحل محله , والغيوم بدأت تتفتت لكن ليست بأكملها , القمر بدأ يظهر أكثر فأكثر , وأنا بدأت أرى ملامحها من جديد نظرت في عينيها الغارقتين في بحر الدموع أخذت أسبح وأسبح ثم أغوص فيهما وأخذت أكتشف آلامها التي جهلتها من قبل حينما كنت أعمى ولم أبصر إلا في تلك اللحظات .

الساعة العاشرة صباحا جاءت الأن ومعها صوت مزعج آت من المنبه الموجود على بعد سنتيمترات من رأسي لخبرني أنه آن وقت استيقاظي من النوم , فركت عيناي بقبضة أصابعى المضمومة وأخذت أتأمل مكاني فرأيت جسدي مرتمي ممددا على سريري , قبل أن يحل الفجر الجديد محل الليل المظلم , وقبل أن تتلاشي الغيوم كاملة وتسطع الشمس من جديد وقبل أن أعرف هل ستسمح لي بالوصول إليها وتكوين مشهد عشق اسطوري جديد أم لا , هل سنسقط سويا من أعلى قمة الجبل !! هل !! هل !! هل !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق