اليوم هو الخميس الخامس والعشرين من شهر اكتوبر يوم ميلادي استيقظت هذا الصباح مبكرا كعادتى اليومية حيث تيقظني الشمس بنور شروقها فتمد يد اشعتها الدافئة عبر نافذتى وتحطها على وجهي برفق وحنان امي وتصوب نورها فى عينى كأنها تغازلنى لتخبرني بان الصباح الجديد قد اتى وتعلن عن بداية يوم مشرق اخر فى حياتى ولكن اليوم شمسى الاخرى سبقت شمس الكون فى ايقاظي .
اليوم هو الخميس الخامس والعشرين من شهر اكتوبر هو اليوم الوحيد فى السنة الذي استيقظ فيه على صوت هاتفى لا على اشعة الشمس .
استيقظت اليوم على هاتفى يردد كلمات "نزار" بصوت "كاظم" "ايتها الوردة والريحانة والياقوتة والسلطانة والشعبية والشرعية بين جميع الملكات يا قمر يطلع كل مساء من "
-صباح الخير
- كل سنة وانت طيب
- وانتي طيبة وحشتيني على فكرة
- وانت كمان على فكرة ويلا قوم بلاش كسل هتعدي عليا امتى ؟؟
- امتى ازاي ؟ الساعة لسه 6 يا مجنونة !!
- اه مجنونة بس مجنونة بيك يلا قوم انا نص ساعة وهكون جاهزة اوعى تفطر هنفطر سوا انت انهاردة ملكي لوحدي
- ماشي يا مجنونة سلام
- سلام
بالفعل هي مجنونة فانّى لها ان تفكر بأني اليوم ملكها الا تعلم بأني ملكها اليوم وكل يوم ملكها منذ مهدي حتى لحدي ومن بعد لحدي حتى بعثي الا تعلم اني اسير مكبل بسلاسل عشقها دون حرب مكبل بكامل ارادتى واعشق قيودي . هى تعرف جيدا ان عصور الرق قد انتهت منذ امد بعيد ولكن مالا تعرفه هو وجود عبدا واحدا فى هذا العصر والغريب انها لا تعرف ذلك فهذا العبد هو انا وهي السيد الوحيد الذى يملك عبد فى هذا العصر ولكني لست بعبدا ذليل انما انا اسعد العبيد على مر العصور ارفض عتْقي واهيم فى عشق رقّي فمن مثلي فى العالم ؟ من اسعد مني ؟ فانا هو من تحبه وتمتلكه امرأة العوالم كلها تملكني سيدة تخضع نفسها عبدا بين يدي فهي سيدتي وانا عبدها وهي امتي وانا سيدها .
هذا ما كان يدور فى رأسي خلال نهوضي من السرير وحتى التوجه الى الحمام خرجت من غرفتي وجدت امى تنهض عن سجادة الصلاة
- صباح الخير يا ماما
- صباح الخير يا حبيبي هحضرلك الفطار على ما تخرج من الحمام
-لا شكرا يا ست الكل انا هفطر برة
- كل سنة وانت طيب يا حبيبي تعالى لما ابوسك
- وانتى طيبة يا احلى ام فى الدنيا
قبّلتني وقبّلت يدها ورأسها وتركتها وتوجهت الى الحمام خلعت ملابسي وتوجهت اسفل الدش ومدت يدي لتفتح المياه وعندما لامست المياه الدافئة جسدي تذكرتها فهي كحبات المطر تنزل علينا لتطهرنا وتنزل على الارض الظمأنة المتلهفة لاستقبالها لترويها وتستقبلها بحضن عميق وتنهال عليها بالقبلات المتوهجة بنار العشق .
تذكرتها حين كنا نسير سويا وهطلت الامطار علينا فخلعت معطفي والبستها اياه واحطتها بين ذراعي فاستكانت وتوهجت كشمس الشتاء الدافئة لتغمرني بدفئ اشعتها فلم اشعر ببرودة الطقس .
اغلقت المياه وجففت جسدي من المياه ثم ادخلته فى اكثر ملابسي حظا اليوم فى "الحتة اللى على الحبل" التي سوف تنال شرف لقائها وأغمرت نفسي بالعطر "ابن المحظوظة" الذي سوف تستنشقه انفها وسيعبر داخلها فيتوغلها فيا ليتني كنت عطر . وقفت امام المِرْآةِ اتأكد من ان هذا المظر يليق بان تراه عيناها فاستحسنت مظهري ووقفت اتباهي بمظهري حتى تذكرتها فخجلت من نفسي فمهما بلغت اناقتي فلست بأكثر من مجرد علبة انيقة تغطي جوهرة او قطعة من الماس وحينما تنكشف الجوهرة او الماسة فتأخذ عيون الناظرين ولا احد يهتم بالعلبة
"ايتها الوردة والرياحانة والياقوتة والسلطانة والشعبية والشرعية بين جميع الملكات يا قمر يطلع كل مساء من نافذة الكلمات يا اخر وطن اولد فيه وادفن فيه "
هكذا ردد هاتفي حين استقبل اتصالها فتنبهت انها انتهت من لبسها وتحرّكت من بيتها لتسبقني الى مكاننا المفضل فاسرعت بالنزول استقليت سيارتي واتخذت طريقي اليها استوقفتني اشارة مرور تضيئ مصباحها الاحمر لتأمرني بالوقوف .
خمسة وثلاثين ثانية مروا كالدهر حتى اضيئ المصباح الاخضر ليأذن لي باستكمال السير توجهت مسرعا الى المقهى المفضل لنا وصلت فى تمام السابعة . نزلت من السيارة وتوجهت الى مدخل المقهى
- صباح الخير يا كريم
- صباح الخير يا فندم
- ايه انا جيت بدري ولا ايه
- لا اتفضل يا فندم ده مكانك
ولجت من الباب وجلست على منضدتي المفضلة
- اجيب لحضرتك الاسبرسو بتاعك
- لا انا هفطر عندكم انهاردة بس شوية كده
- براحتك يا فندم
جلست وحيدا انتظرها مرت دقيقة ولم تأتي مرت عشرة دقائق ولم تأتي مرت نصف ساعة ومازلت انتظرها ولم تأتي ثم مرت ساعة ثم ساعتين ثم يوم فاسبوع فشهر فسنة حتى الان مر سبع وعشرين سنة وانا انتظرها ولم تأتي متى ستأتي ؟ متى سأقابل من تحبني فاحب حبها لي .
حاولت ان ابدأ بالعشق مرات وفشلت , اقنعت نفسي بحب نساء لم احبهن واخلصت فى معاملتهن كعاشق وبالرغم من ذلك لم اجد فيهن من احبتني.
حلمت دوما بمن تحبني بمن احبها حقا لا باقناع نفسي , اجلس كل يوم على نفس المنضدة واحلم بمن تشاركني الجلسة انتظرها كل يوم واراها كل لحظة , تغير شكلها الالاف المرات حتى اصبحت هى كل نساء الكون فكم انا تعيسا اعاني قسوة الانتظار وكم هن اغبياء يفرطن فى ان تكون احداهن لعاشق كل نساء الكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق