السبت، 13 أكتوبر 2012

هي والثورة

لم أكن أصدق يوماً أن الثورة التى طالما حلمت بها ستكون أقرب مما تصورت بكثير ، أقرب من ذاك اليوم الذي حلمت بلقاء حبيبتي التي لم اكن قد إلتقيتُهــا من قبل ، . ولم اكن أعلم أيضا ً أن ما حلمت به سيكون مختلفاً وأفضل بكثير مما راودني بالحلم . حينما قامت الثورة رأيت من البشر أضعاف  أضعاف ما توقعته , وحينما إلتقيتها كانت أنقى وأطهر وأعظم بكثير مما إرتضاه قلبي ليكون كافي لعشقها ,, علمتني الثورة ما هو أكثر نُبلاً من ذلك الذي كان يدفعني للمناداة بها ,, وعلمتني هي معنى جديد للعشق وكيف يكون الهوى ,, كنت أحسب ان الثورة غاية حتى لمستها فعلمتني أنها ليست أكثر من وسيلة ,,الثورة وهي جعلوني أُتقن معنى الحرية ,,وماهية التضحية التي كان مفهومها عندي مُشوّه كما هو عند البشر ,, فالثورة أسمى من ان تكون لتغيير نظام سياسي ,,وأرقـى من معظم هؤلاء الذين يتنادون بإسمها .((للإنسانية فقط كانت الثورة , ولقلبي فقط كانت هي وكنت لها ))دماء الشهداء كانت درس الثورة الأول عن التضحية التي لم نكن نعي جيدا كيف تكون , وعشقها كان معنى أخر لمفهوم التضحيـه النقـى ,,على يديهما فقط مارستُهـا وتعلمت كيف هي المثالية ,فلو كان كل البشر مثل الشهداء أو مثلها لجاءتنا المدينة الفاضلة لتسكن فينا .قبل ان تقوم الثورة كنت انادي بها حتى ينصلح حال البلاد وانعم انا بحياتي وبعد عام ونصف من قيامها أدركت خلالها حقيقة أني كنت طـامع , لا اعرف عن الثورة شيئ إلاّ أساليبها , أما فضائلها كان يغيب عني معظمها ,تعلمت أن الثورة هي الوسيلة وأهدافها هي الغاية ,والثوار هم الأداة ,والثورة للإنسانية وليست من الضرورة ان يحصد زرعها من شاركوا في جزء من صنعها فنحنا لسنا بكل صانيعيها , فقد كان قبلنا اجيال واجيال حملو لواءها ونادوا بها , وضحوا من اجلها ,,وأفنوا حياتهم في سبيل قيامها فلم يحيوهــا ولكنهم بذلو الغالى واستوطنهم الحلم , فنحن لما نكن حتى الطليعة ولسنا من سيختمها , علينا ان نعي من نحن وماذا نريد فإن كنا نريد ان نثور فقط لننتفع بأرباح الثورة ,,اذن لندرك اننا لم نفرق شيئا عن من كان يحمل عضوية الحزب الحاكم لينتفع بحقوقه في بلادنا, وإن وافقت على ذاك الخيـار فالنأتى بمن ضحى بنفسه من اجلها ولم يراها لكي يأخذ نصيبه من تلك الارباح ولتأتوا بشهدائنا الذين فقدناهم خلالها ليحصلوا هم ايضا على نصيبهم وإن لم نستطِع أن نأتى بهم ,,إذن فعلينا ان نُثبت لأنفسنـا وللجميع أننا طماعون بضراوة .هكذا علمتني الثورة أن أنتفض لإقتناص حقوق البشر , للإنتصار للإنسانيه , لترسيخ العدالة , لإنتزاع الحرية , لتنفيذ رغبة الله في الارض بتكريم الإنسان فقط الانسان لذلك سؤكمل طريق الثورة الانسانية حتى وإن تحققت اهدافها بعد مماتي بقرن من الزمان , سؤقيم وقتها افراحا في السماء ,واحتفل مع حبيتي التي شاركتني الحلم وسوف أبتاع من كؤوس الجنة وأروي بها زملائي في السكن وأفرق على اهلي و جيراني الأموات وسأحكي لأبنائي اني قبل ان أموت كنت اشارك في تلك الثورة ,وسأروى لهم قصتي مع امهم التي كانت هي ايضا من الثوار . تلك الفتاه التي تعرفت عليها عقب الثورة ب أربعة اشهر ,  جعلتني انسان ادرك ان ما كنت اعرفه عن العشق كان زائفا و منقوصا ,, يوم تقابلنا وتقاربنا قررت بعدها ان اصارحها بأمر عشقي لها واطالبها بتولى الأمارة وتنصيبها المليكة على عرش قلبي ,فأعلنت هي قبولها بذاك العشق وتلك الأمارة ومن يومها وتبدلت حياتي وبدأت ان اتعلم كيف يكون السمو الانساني , كيف يتخلص الانسان من اطماعه وشهواته ,, حينما عشقتها لم اكن احلم سوى ان تكون هي معي وان لا افقدها بغض النظر عن ماذا تريد هي لم اكن افكر في غير قلبي ونفسي وما يشتهيان ولكن فى مسيرتى معها تعلمت وعلمت , علمت بأن الله جعل لكن انسان سر لسعادته في الدنيا فكانت سعادتى تأتي من جعلها مبتهجة حيث تلبية ما تريد من ابتسامات, من منع حزنها , من احتضانها حين تبكي و من تحقيق احلامها وتعلمت ان العشق تضحية والتضحية في ان اتخلى عن شرط وجودها معي في المطلق إلاّ ان كان هذا التواجد يجعلها اكثر سعادة من اي مكان اخر ومع اي انسان اخر , كان الخوف الذي يتسلل إلي في الحياة هو خوفي من فقدانها فتعيش تعيسة او حتى تحيا سعيدة بدرجة اقل من السعادة التي قد تجدها معي ,, عشنا سويا ايام كان منها الصعب ولكن كنت اتعلم من تلك الايام , ظن من حولي وظنّت هي اني اتحمل الكثير من اجلها ولكن لم اكن اتحمل شيئ فقط كنت قد تعلمت من عشقها ان احيا لتحيا هي